Loading

format: Paperback

أسير البرتغاليين | محسن الوكيلي

AED 69
Easy Payment Plan
Easy Payment Plans
EPP available for order over AED 1,000
More Info
Same-day to 2-day delivery
Check availability in store

هكذا صرت من حماد إلى الناجي، ومن أكناو إلى العواد. اكتشفتُ في أيام وحدتي الأولى أن الأشياء تكبر مع الآلام. فاس من نوافذ البيت كبيرة جداً؛ متاهة من الدروب والأزقة والحارات ومنازل لا تُحصيها عين. في داخل الدار تتناسل الممرات والأبواب والقبول؛ تنهض مدينة أخرى.

صبرت ما قدر الله من أيام في بيت آل العواد. لما أثقلت علي الوحدة وكاد الصمت يُذهب بعقلي خرجت إلى الدروب أقصد بيتنا. ما كنتُ أحسب أن إبراهيم يحيي بعد الذي فعل. رفعتُ وجهي إلى السماء، كان لونها كئيباً؛ أصفر وعكراً، أقرب إلى لون القيح. خضت في الطرقات. ماتت فاس التي عهدتُ. هرب الكثير من الناس إلى الجبال وأقفلت البقية الباقية الأبواب والنوافذ على نفسها تنتظر آجالها.

دفعت دفة باب دارنا ودخلت فهجامتني رائحة العفونة في البهو تابعتُ أخي عبد الصمد ينط كقرد زائغ النظرات ومن عنقه المذبوح يسيل دم سابغ.

"الذي مات مغدوراً يعود إلى الدنيا في الهيئة التي رحل عليها"، قالت أمي. ما كانت تحسب أن المغدور أبناؤها وأن الغادر زوجها التي أحبت.

View full description
Loyalty dots logo
Earn 69 loyalty dots when you sign-in and order
AED 69
Easy Payment Plan
Easy Payment Plans
EPP available for order over AED 1,000
More Info

هكذا صرت من حماد إلى الناجي، ومن أكناو إلى العواد. اكتشفتُ في أيام وحدتي الأولى أن الأشياء تكبر مع الآلام. فاس من نوافذ البيت كبيرة جداً؛ متاهة من الدروب والأزقة والحارات ومنازل لا تُحصيها عين. في داخل الدار تتناسل الممرات والأبواب والقبول؛ تنهض مدينة أخرى.

صبرت ما قدر الله من أيام في بيت آل العواد. لما أثقلت علي الوحدة وكاد الصمت يُذهب بعقلي خرجت إلى الدروب أقصد بيتنا. ما كنتُ أحسب أن إبراهيم يحيي بعد الذي فعل. رفعتُ وجهي إلى السماء، كان لونها كئيباً؛ أصفر وعكراً، أقرب إلى لون القيح. خضت في الطرقات. ماتت فاس التي عهدتُ. هرب الكثير من الناس إلى الجبال وأقفلت البقية الباقية الأبواب والنوافذ على نفسها تنتظر آجالها.

دفعت دفة باب دارنا ودخلت فهجامتني رائحة العفونة في البهو تابعتُ أخي عبد الصمد ينط كقرد زائغ النظرات ومن عنقه المذبوح يسيل دم سابغ.

"الذي مات مغدوراً يعود إلى الدنيا في الهيئة التي رحل عليها"، قالت أمي. ما كانت تحسب أن المغدور أبناؤها وأن الغادر زوجها التي أحبت.

View full description
View less description
Customers